سبحان الله الذي يخلق العجائب والغرائب ، فانظروا مثلا لهذه القصة الغريبة التي لم يكن يتوقعها العلماء ولا غيرهم:
لم تصدق عالمة سلوك الحيوان باربارا كلوكاس نفسها عندما رات الحية بجوار جحر سنجاب الصخور النائم و لاتدس رأسها في الحجر لتفترسه.فالسنجاب هو الوجبة المفضلة لهذا النوع من الأفاعي ،و هي تدخل معه. عندما يكون مستيقظا. في معارك شرسة لتنال وجبة من لحمه الشهي ، فماذا حدث لتتركه و هو نائم يفلت منها ،و تضيع عليها وجبة شهية سهلة من طعامها المفضل ؟
فكرت العالمة باربارا كلوكاس و فكرت، لكنها لم تصل لحل اللغز ، فقررت أن تراقب الأفعى و تراقب السنجاب لعلها تكتشف السر.قسمت فريق العمل معها إلى فريقين ، أحدهما يراقب الأفعى ،و الآخر يراقب السنجاب . و كانت المراقبة تتم من بعيد بمناظر قوية لا تثير انتباه الحيوانات.
لم يكتشف الفريق الأول الذي يراقب الأفعى أي شيء غريب في سلوكها المعتاد. أما الفريق الثاني الذي يراقب السنجاب .و كانت معه العالمة باربارا. فقد لاحظ شيئا مدهشا يفعله السنجالب و يكتشف للمرة الأولى......
لقد شاهدوا السنجاب ، بعد أن استيقظ من نومه الهانئ،يتتبع الأفعى بحذر ، و عندما يرى واحدة منها تقوم ، كعادة الأفاعي .بالانسلاخ من جلدها القديم يمسك انفاسه حتى تنتهي من مهمتها . يتركها تمضي مبتعدة مزهوة بجلدها الجديد اللامع الذي انسلخت عنه الأفاعي ، يمضغه قطعة بعد قطعة ، و كلما مضع قطعة يقوم بلعق فرائه، من طرف الذيل حتى أقرب مكان يستطيع أن يصل إليه لسانه ، فلا يترك مساحة صغيرة من هذا الفراء إلا و يشملها بلعابه المختلط بجلد الأقاعي .
*حيلة رائعة * هتفت العالمة بربارا و هي تراجع الفيلم الذي صوره فريقها من متابعي السنجاب ، و نشرت مجلة ( سلوك الحيوانات ) هذا الاكتشاف الجديد الذي يكشف سر مرور الأفعى بجحر السنجاب النائم من دون ان تفتك به . فرائحة جلد الأفعى التي وزعها السنجاب على فرائه عبر لعابه ، جعلت الأفعى وهي ضغيفة النظر ة تعتمد على الروائح و الاهتزازات في تمييز غيرها تظن أن هناك أفعى مثلها نائمة في الجحر ، فتتركها و تمضي في سبيلها ، و نجحت حيلة السنجاب الذي استمتع بلذيذ النوم .....
و أجمل الأحلام.