وفى كتاب : The Einstein Factor تأليف: Win Wenger عرض: ناصر عفيفي
يرجع المؤلف في هذا الكتاب ذكاء أينشتين إلى زيادة عدد من المحاور العصبية
وعدد آخر من مسارات الأعصاب مقارنة بغيره من البشر، ويعتقد أنه لكي نصبح
أكثر ذكاء علينا زيادة عدد المحاور العصبية في أذهاننا وبذلك فإنه يعرض
أسلوبه الذي يسميه (تدفق الانطباعات الذهنية) لشرح تلك النظرية.
نظريا تعتبر تلك الاكتشافات مذهلة وذات سمات تغيير جذرية إلا أنها من
الناحية العملية صعبة التحقق لإن استخدام تدفق الانطباعات الذهنية لرفع
درجة الذكاء أمر بالغ الصعوبة. فأولاً: يجب أن تكون لديك قوة الإرادة
الكافية لممارسة ذلك يوماً بعد يوم ولمدة طويلة. وثانياً: هذه الطريقة لا
تحتوي على تفاصيل ملموسة. وإذا افترضنا جدلاً صحة ذلك فقد كان أينشتين
يحتاج أن يمارسه لمدة 15 أو 20 عاماً من حياته لكي ينمي ذلك العدد الكبير
من المحاور العصبية زيادة عما لدى الشخص العادي. لقد كان أينشتين في سن
التاسعة يعتبر من الأغبياء ولم يعتبر من النابغين إلا في سن السادسة
والعشرين. إذاً كيف يمكن لتدفق الانطباعات الذهنية أن يجعله أكثر ذكاء في
وقت قصير؟!.
الانطباعات الذهنية
ولكي يمكن استخدام هذا الكتاب بطريقة مفيدة يجب على المرء أن يجد لنفسه
وقتاً كافياً لإحداث تأثير أينشتين. ويدعي الكتاب أن جميع العباقرة
يستخدمون بطريقة أو بأخرى (رغم أنهم قد لا يدرون ذلك) ما يسميه المؤلف
(تدفق الانطباعات الذهنية) منذ حداثة سنهم.
وبالرغم من أن القول بأن استخدام تدفق الانطباعات الذهنية سوف يؤدي إلى
تحسين المخ قد يكون صحيحاً، إلا أنك تحتاج لكي تصبح عبقرياً أن تبدأ
باستخدام هذا الأسلوب منذ طفولتك. وبالرغم من أن (تدفق الانطباعات
الذهنية) هو الأسلوب الرئيسي الذي يصفه لتحسين القدرات الذهنية، فإنه قد
ضم بذكاء بعض الطرق أو الأساليب الأخرى مثل (التسجيل الحر للملاحظات)
و(القراءة التصويرية).
وفي هذا الكتاب يورد المؤلف عدة نظريات محتملة أو مثيرة للاهتمام حول
تحسين القدرات الذهنية، إلا أن (التسجيل الحر للملاحظات) لا يوجد ما يؤيده
من حيث إنه يحسن من قدرتك العقلية. والواقع أن هناك دلائل علمية تبرهن على
أن أنشطة مثل التسجيل الحر للملاحظات لا تحسن من قدراتك وأن البديل أسوأ
من عدمه.
كذلك فإن أسلوب القراءة التصويرية لتحقيق ذكاء أسرع والذي ابتكره مؤلف آخر
والذي يعرضه فاجنر هو أسلوب صعب التطبيق ويحتاج لتدريب طويل حتى يمكن توقع
تحقيقه لفائدة ما.
أما الشيء المهم الذي يمكن استخلاصه من هذا الكتاب هو أنه لا توجد طريقة
سريعة وفورية لتحسين القدرات الذهنية، وربما احتاج الأمر إلى سنوات طويلة
من الصبر حتى يمكن تحقيق أي نتيجة ملموسة. إن البحوث الحديثة تقترح أن
الإنجازات العظيمة للمفكرين المشهورين يمكن أن تكون ناتجة عن تكييف ذهني
أكثر من تفوق عضوي. وعليه فإن هذا الكتاب قد يساعدك على تكييف عقلك بنفس
الطريقة التي تحسن بها أداءك واقعياً في جميع مجالات القدرة العقلية بما
في ذلك الذاكرة وسرعة التفكير والقدرة على التعلم.
ويحدد الكتاب الأدوات اللازمة التي تحتاجها للوصول إلي مستويات أعلى من
وضوح الرؤيا والذكاء الحاد. وباستخدام طريقة فاجنر لتدفق الانطباعات
الذهنية فإنك تتعلم كيف تتجنب المعوقات وكيفية التوصل إلي القدرات غير
العادية المخبأة في عقلك اللاوعي. أهـ
ونظراً لأهمية التفكير الابتكاري في حياة الأفراد والتصاقه بمفهوم الإبداع
وبوصفه أحد الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية إلى تحقيقها
فقد تنوعت تعريفاته بين الباحثين
ونذكر منها أيضاً أن الابتكار هو:
(العملية التي يصبح عليها الفرد حساساً للمشكلات وأوجه النقص وفجوات
المعرفة والمبادئ الناقصة وعدم الانسجام وغير ذلك... فيحدد الصعوبات ويبحث
عن الحلول ويقدم تخمينات ويصوغ فروضاً من النقائض ويختبر هذه الفروض ويعيد
اختبارها ويعدلها ويعيد اختبارها مرة أخرى، ثم يقدم نتائجه في آخر الأمر).
كما عرف "سيد خير الله" التفكير بأنه قدرة الفرد على الإنتاج إنتاجاً
يتميز بأكبر قدر ممكن من الطلاقة والمرونة والأصالة والتداعيات البعيدة
كاستجابة لمشكلة أو موقف مثير.
كذلك قد يلتبس الإبداع بمفاهيم أخرى غير الابتكار وهي: العبقرية والموهبة والذكاء.
أولاً- العبقرية:
العبقري: Genius ، هو من تجاوزت نسبة ذكائه 170 إذا طبق عليه مقياس
(ستانفورد- بينيه) للذكاء، أى أنه يتصف بقدرة عقلية خارقة. وقد استخدم
"جالتون" هذا المصطلح كمرادف لذوى الشهرة والممتازين من الناس.
أما "سبيرمان" 1931م فقد عنى به قدرة الفرد على الإنتاج الجديد. وفي نفس
المعنى أيضاً يذكر "سبيرمان" أنه القدرة على الإنتاج الابتكارى.
أما (موسوعة علم النفس) فتعرف العبقري بأنه ذلك الشخص الذي يمثل أعلى
مرتبة من مراتب القدرة العقلية، ويعتبر الشخص برأيها عبقرياً بالنسبة
لقدراته العقلية بشكل عام أو نظراً لامتلاكه قدرات ومواهب خاصة ذات طابع
خلاق وإبداعي.
كما تعرف العبقرية في وصف الأداء الذي لايفوقه شيء في الجودة والدقة
والجدة. والعبقري- على هذا- هو الشخص الذي يظهر نبوغاً عالياً جداً، ويأتي
بأعمال عبقرية في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع. وتشير
نتائج الدراسات إلى أن نسبة العباقرة واحد في المليون ونسبة أصحاب الذكاء
العالي خمسة وعشرون شخصاً في كل ألف من الناس تقريباً.
هذا وتدل العبقرية في معناها على النبوغ الذي يبدو عند بعض الأفراد في
الأداء والسلوك الذي تتطلبه الثقافة القائمة ولذا ترتبط العبقرية ارتباطاً
وثيقاً بالشهرة.
ثانياً- الموهبة:
من الذين فرقوا بين المبتكرين والموهوبين تايلر Tyler الذي يرى أن الموهوب
هو المتفوق عقلياً في اختبارات الذكاء التقليدية، أما الابتكار فتدخل فيه
عوامل عقلية خاصة مثل التذكر والإنتاج التباعدي بعناصره التي تتمثل في
الأصالة والمرونة والحساسية للمشكلات، كما تدخل فيه عوامل دافعية مثل
الميل إلى المناقشة والرغبة في الإنجاز والمثابرة وحب التصدي للمشكلات
المعقدة وكذلك تدخل فيه عوامل شخصية مثل الاستقلال وحب المغامرة والمرونة
والميل للفكاهة ونحو ذلك.
وهكذا يتضح مدى العلاقة بين الابتكار والموهبة. على أن الموهبة لا تطابق
الابتكار في المعنى لأن مقاييس وبطاريات الكشف عن الموهبة لا تقتصر فقط
على مقاييس القدرات الابتكارية بل لها بطاريات خاصة حسب المجال الذي تظهر
فيه الموهبة. هذا وقد حدد علماء القياس أن الأطفال الذين يحصلون على نسب
ذكاء بين 130-140 فما فوق هم (متفوقون موهوبون) وفي توزيع الذكاء لعينة
عشوائية؛ يرى بعض الباحثين أن نسبة الموهوبين عقلياً هي 5%، بينما يرى
آخرون على أنها لاتزيد على 1% بين السكان وليس فقط النسبة أو المقدار
الرقمي فيه.
وقد توسع بعض الباحثين في معنى الموهبة وجعلها تشمل أنواع النبوغ
الأكاديمية وغير الأكاديمية ويقصد بها التفوق العقلي والتفوق في التحصيل
الدراسي بالإضافة إلى المواهب الفنية
ثالثاً - الذكاء:
هل هناك علاقة بين الذكاء العام والابتكار؟
تضاربت الآراء في هذا الأمر، حيث يرى البعض أن الذكاء قدرة منفصلة عن
الابتكار فيرى "سبيرمان" أن الابتكار ما هو إلا مظهر للذكاء العام للفرد،
وليست هناك قدرة خاصة للابتكار.
ومن العلماء من يرى أن الذكاء والإبداع عمليتان مختلفتان من أنواع النشاط
العقلي للإنسان، وأن الذكاء لا يمثل إلا جزءاً من النشاط العقلي ومتميز عن
قدرة الابتكار، فقد نجد شخصاً آخر على مستوى مرتفع من الذكاء ولكنه ليس
مبدعاً فهناك إذاً قدر من التمايز وليس تمايزاً تاماً بن الذكاء
والإبتكار، حيث يصعب أن نتصور وجود شخص مبتكر يكون في نفس الوقت ضعيف
العقل.
ومن العلماء من رأى أن اختبارات الذكاء إنما تقيس قدراً من القدرات العقلية
نحو تحديد مفهوم دقيق للابتكار
يختلف الباحثون في تعريفهم للتفكير الابتكاري تبعاً لأطرهم النظرية
والزوايا التي ينظرون من خلالها إلى تلك الظاهرة، فمنهم من تناول الظاهرة
باعتبارها عملية أو عمليات سيكولوجية تمر بمراحل وهناك من حدد الابتكار
باعتباره قدرة أو قدرات عقلية ومنهم من حدده في ضوء سمات دافعية يتصف بها
الأفراد المبتكرون، ومنهم من نظر إليه باعتباره مجموعة من الظروف والعوامل
الميسرة...
وعلى الرغم من اختلاف العلماء والباحثين في مجال التفكير الابتكاري حول
تعريف هذه الظاهرة فإنهم يؤكدون على أهمية وجود إنتاج جديد سواءً كان
للفرد أم للثقافة التي يعيش فيها.
بإنتظار أرائكم لهذا الموضوع القيم
و الردوووووووووووووود أيضا يا أصدقاء